تنغير / محمد بوسكري
...
نعت الغطريس ...
"نعت
الغطريس، الفسيس، هيان ابن بيان، المنتمي إلى السوس"
لمؤلفه "محمد المهدي الناصري" ، تحقيق الأستاذ الدكتور "خالد
ناصر الدين"، هو كتابٌ قيم، ومرجع مهم يعكس مستوى التكوين العلمي لدى
علماء المغرب أواخر القرن التاسع عشر
وبداية القرن العشرين .. وهو تكوينٌ يتسم بالأصالة والعمق والدقة والتمكن في
المادة العلمية ثم الموسوعية.
مؤلف هذا الكتاب لا يقتصر في تأريخه لأحداث
بلدته على المادة التاريخية فحسب، بل كان يجعل من الحدث التاريخي نقطة انطلاق
ليسبح بالقارئ في عوالم علمية متنوعة عبر سلسلة من الإستطرادات المعرفية المتصل
بعضها بالبعض الأخر .
فمن تفسير آية قرآنية إلى حديث نبوي، إلى
فتوى فقهية، إلى سند صوفي، إلى التعريف بجدور وفروع القبائل الأمازيغية (أنثروبولوجيا
القبيلة في المنطقة) .. إلى ترجمة للإعلام ، إلى أمثال وحكم، إلى أبيات وقصائد
شعرية وغيرها ...
أعد نظرا فيما
كتبت ولا تكن /// بغير سهام للنضال مسارعا
وحسبك تسليم
العلوم لأهلها /// وحظك أن تكون متابعا
نعت الغطريس مرحلةٌ تاريخية في حياة العلامة
"الناصري" تكشف حياته عندما كانت علاقته إيجابية مع "التهامي
الكلاوي"، لذلك فمن الأسئلة المحيرة التي تُطرح :
ماهي العلاقة التي ربطت بين الؤلف
و"التهامي الكلاوي" الذي استغل نفوده لممارسة كل أنواع القهر والتعديب
على أبناء المنطقة ؟
كيف يتأتى لهذا العالم العلامة الفقيه القاضي
المفتي أن يمدحه ويشيد بأخلاقه ويُعلن أنه على حقٍّ وصواب ...
الأستاذ الدكتور
"خالد ناصر الدين" في تصريح على
هامش توقيع الكتاب .