تنغير/ محمد بوسكري
كان دأبُ الفلاسفة والمفكرين داخل عبق
التاريخ التأكيدُ على أهمية الصداقة بما هي
رهانٌ قيمي حياتي وحُضْوةٌ مرموقةٌ سامقةٌ
عالية ..سَعَتْ إليها الشعوبُ والحضارات ،
ولعل أبرز مَن نادى بهكذا رهان وتَورطَ به بلسان بُرْدْيو العقل اليوناني أرسطو،
ففي كتابه "الأخلاق إلى نيقو ماخوس" مَيَّزَ أرسطو بين الصداقات مُبرزا
أنها ثلاث أقسام : صداقة المنفعة وصداقة المتعة ..وصداقةُ الحب و الوئام..
·
فالأولى والثانية تزولان بزوالِ المنفعة
وانتهاء اللذة، والثالثة التي طالما كانت ثابتة وهي الوئام والأواصر والوشائج
الحقة و المتينة تُبنى وتُشيد مع الصديق
الحقيقي ..لا يكون من ورائها جشعٌ ولا
شَرهٌ ولا نهم ،كما أنها وعلى الدوامِ خاليةٌ من كل أنواعِ المجافاتِ والدَّحَل..
فكل ما هو مؤسسٌ على الحب والوئامِ يظل راسخا ..خالدا.. مُتفردا.. ومتميزا…
فإذا كان أفضل وأجمل ما في الورود رحيقها
،فإن أفضل وأجمل ما في الدنيا صديقٌ صَدوق، يواسكَ في لحظاتِ القنوط والسقوط والهبوط ..ويَسْعدُ لكَ في ومضاتِ
الشرهِ والفرحِ و الحبور والبهجةِ والسرور ..
الصديق العزيز والغالي على الفؤاد "عاصم زهير" الكاتبُ
والفنانُ المبدع ..والإطار التربوي المحنك .. والباحث في سلك الدكتوراه تخصص الأدب الفرنسي الذي أعاد إلى
الهوية الأم (الأمازيغية) هيبتها التي لم تفقدها يوما ..ولكن بحسٍ آخر .. هو الحس
الفني الموسيقي الإبداعي بآلةٍ أمازيغيةٍ خالصة .. كيف لا وهو أول مَن داعبَ الكلمات الفرنسية على أنغام "لوتار" كتابةً ولحنا
وأداءً في أغنيته الشهيرة ...
"sous
l'éclairage de la lune" أو "تحت ضوء القمر"