تنغير / محمد بوسكري
قبل أيام أُحيلَ رجلٌ تربويٌ عُرف عنه تفانيه في العمل وإخلاصه في أدائه للواجب الذي تُمليه المدرسة العمومية المغربية على التقاعد...
هذا الرجل بدأ مشواره في وظيفته سنة 1982 فكانت خطوته الأولى بمجموعة مدارس "تينْ إوْرْكانْ" بصاغرو قضى بها عامين ،بعدها شاءت الأقدار أن يُلامس أرضًا قريبة من تافيلالت وهي مدينة "كلميمة" التي اشتغل بها فكان نِعم المدرس والمربي ..
الرجل الذي نتحدث عنه أخذه الحنين لمسقط رأسه فانتقل إلى "أيت هاني" مُسهمًا بأداء رسالة التنوير والمعرفة بمسقط رأسه "تيدرين" ،بعدها مدرسة أيت المسكين التي ساهم بها إلى جانب زملائه في تربية أجيال أصبحت أُطرا في مختلف التخصصات عبر ربوع الوطن ...
وعلى الرغم من كون هاته المدرسة قد احتضنها كما احتضنته لفترة طويلة إلا أن رغبته قادته إلى مدرسة أخرى هي مدرسة حلول التي أنهى فيها مشواره الدراسي الحافل بالعطاء والتميز الباني للأجيال ...
الرجل الذي نتحدث عنه والذي يُثني عليه زملاؤه - أُطرًا تربويةً وإدارية - كان يتابع دراسته بفاس تخصص العلوم الاقتصادية قبل أن يلتحق بركب رجال التربية والتعليم ...
الرجل الذي نتحدث عنه لم يمنعه انتقاله من مدرسة لأخرى من توهجِ رغبته االمعرفية الفاعلة وغيرته التربوية المُنتجة، وما المسار المهني الحافل الذي تَميز به سوى وسام الاستحقاق الذي يُزكي مسارًا تربويًا حافلاً كله عطاء ومثابرة وتفان...
تهانينا لأستاذنا الكبير "موحى أعمري" ومتمنياتنا له بموفور الصحة والعافية.. و لايسعنا نحن تلاميذه بالأمسِ و وأصدقائه و أحباؤه اليوم، إلا أن نُشيد بمجهودٍ جبار أصبحَ صرحًا ومَعلمةً يخدم الوطن في مختلف المجالات.. بقدر ما يكونُ المُنْجِزُ ، والمُنْجَزُ يكون الأثر الراقي والرصين ....
نتمنى من المجتمع المدني والتربوي بالمنطقة أن يُبادر لتكريم مثل هذه الطاقات
التي كرست حياتها في سبيل العلم والمعرفة وتربية الناشئة .....