الأربعاء، 24 يوليو 2019

..... فْكيدْ ألحيمزانْ.......أطفالا كناهم ....

محمد بوسكري


      في مثل هذه الأيام من كل سنة ونحن صغار، كنا ننتظر و نفرح لوصول "آيت الخاريج" أكثر مما تفرح أمهاتهم وزوجاتهم، لأن وصولهم يَعني حصولنا على بعض الحلوى وخبز المدينة الرطب (بورانجي) ، الذي أصبح اليوم صحيا غير ذي قيمة ..وبالطبع الحمص المُمَلح (ألحيمْزْنْ) ...
    كنا نذهبُ جماعات وننتظر أمام الباب بأدبٍ مُصطنع وعيونٍ تستكشف المكان و الزمان .. و صِغارٌ من نوعٍ أخر غير الأطفال الذين نعرفهم وكناهم ...
     و إن ذهتَ وحدكَ فأنتَ عديم القيمة ولنْ تنال المراد لأن " تَمْغارْة "( الحاكم الفعلي للمنزل ) تستقبل العدد الأكبر من الأطفال لتتباهى بهم رسائل مشفرةً مُحَنْجفَة (من الأحْنجيفْ) لنظيرتها بما قدمت .. لوتعود مرغماً إلى أهلك مكسور الخاطر .. لتتفاجأ منهم تأهيلا لنفسيتكَ المحطمة ، أن أكل "الحمص " (دايْتكَّا تاخُّويْتْ ) أي أنه يُساهم في انتشار القمل في الملابس التي قليلاً ما تعرف النقاوة .. وجسمُ لا يعرف من النظافةِ غير إسم النظافة ...


أما إذا مَنَّ عليكَ أحد أطفالهم من سنكَ بلفةٍ من دراجته الهوائية فأنت من المُنعم عليهم ..بل تَحسبُ نفسكَ من أبناء "موغا " ولون وجهكَ لم تَنَل منه شمسُ الصيف الحارقة ولا ورياح "الشّْرْگي" الحامية .. وتتمنى العودةُ إليه بسيارةٍ لم تركبها يوما إلا في خيالك، وتستكشفُ من الطرق أكثر مِنْ أزقةِ حيٍّ أبى إلا أن يحتفظ بك بين أحضانه إلى حينٍ قد يأتي معه الفرج أو يغيب ...
لكن هل " آيت الخاريج " ما زالوا أنفسهم " أيت الخاريج" ؟ أم نالت منهم رياحُ العَصْرَنة .. وأمواج الحداثة لغةً لا بِلسان أهل الفلسفة .... ؟