تنغير/ محمد بوسكري
ينحدر الفنان العصامي "حسن الهاروش" من منطقة "أيتْ
مراوْ" وراء جبال مكون بإقليم تنغير حاملا معه موهبةً فكاهيةً ومسرحيةً ناذرة
.
تلقي "حسن" تعليمه الأولى في بلدته الصغيرة مُنهيا إيّاها بإعدادية
"ألمْدون" مُرغما كما باقي أبناء المنطقة الذين يغادرون الفصول مبكرا
لظروف قاسية تحتم عليهم إعالة الأسرة وهم صغار.
كغيره من أبناء المنطقة يشارك "الهاروش" في الأنشطة والأسابيع
الثقافية التي تنظمها المؤسسات التعليمية التي ينتسبون إليها املاً في في إيصال
صوتهم ورسائلهم لمن يهمهم الأمر أن هنا مواهبُ تستحق العناية فهل من مجيب ؟ !!...
صحيح أنه لم يدخل معهدا متخصصا يوما ولم يتلقى تكوينا في المجال إلا أن
"حسن الهاروش" أثبت أنه مُتمكن دون تكلف ولا تصنع ، وكلما خرج عن النص
المسرحي عمدا..سهوا أو نسيانا،سريعا ما ينقذ الموقف بِمِهنيةٍ واحترافيةٍ وفكاهة
قل لها النظير تحت التصفيقات والهُتافات والضحكات دون إثارة انتباه المتتبعين.
"حسن الهاروش" كغيره من المواهب التي تزخر بها تنغير والجنوب الشرقي
عموما يناضل ويشتغل ويبدع بصمت من لا شئ، ولا يحتاج سوى القليل من الإلتفاتة
والدعم والتأطير ليقول كلمته في الفن المسرحي والتنشيط الثقافي رغما عن كل الظروف.