الثلاثاء، 21 أغسطس 2018

... المعايدات، و التهاني الجاهزة ...( كوبّْيي كولي )

تنغير / محمد بوسكري
عندما كنا صغارا،كنا لا ننام ليلةَ العيد فرحاً وشوقاً  حتى بزوغ الشمس.. و لبس  الجديد( إن وُجِد ) ، و قصْد المصلى بكل براءةٍ وحنينٍ ،نلمسها في عيون الكبار قبل الصغار.
     وبعد الصلاة وحضور دبح  أضحية إمام المسجد نقصد بيوت ومنازل أهل الحي واحدا تلو الأخر دون تمييزٍ ولا اختيارٍ ولا استثناء، لتقديم التهاني وتقبيل أيدي الجميع إضهارا للإحترام والحب والإكبار،وليس ضعفا و  سداجةَ كما يدعي البعض، بفرحٍ وسرورٍ..ثم ننصرف بهدوءٍ وأدبٍ ودون شغبٍ كما أطفالٍ لم نَكُنْهم من قبل. إنه العيد وما يفرضه من احترامٍ في مُخيلات أطفالٍ وحتى شبابٍ كُناهم.
     أما اليوم فقد تحولت المُعايدات عبر  منصات التواصل الإجتماعي الإفتراضي ، وتطبيقات الهواتف واللوحات الإلكترونية إلى الفقدان الكلي لروح ومعنى العيد عبر إرسال التهاني الجاهزة ب  "الكوبيي كولي"  من قبيل الصور الثابتة والمتحركة، وفقرات من  التهاني الجاهزة دون أن يكلف الإنسان  نفسه عناءَ كتابة أسطرٍ تُساهم في القضاء على الجفاف الذي تعيشه المشاعر  جراء ما اقترفته أيدي الناس.