الثلاثاء، 29 أغسطس 2017

...عندما تَسْتَوْقفنا الذكرى،وتُؤرقنا الذاكرة...

...عندما تَسْتَوْقفنا الذكرى،وتُؤرقنا الذاكرة...
محمد بوسكري
كُلما سمعنا إسم "نْبا" أو "نبارك أوالعربي" تذكرنا تلك الأسطورة الغنائية الجنوب شرقية التي يصعب بل يستحيل تكرارها ...
انبارك أوالعربي : أسطورةٌ غنائيةٌ لم يُكتب لها الاستمرار في مجال الغناء النضالي، والنضال عن طريق الكلمةِ الهادفةِ العميقةِ،واللحن الشجي، والصوت الأسطورة...فعلَ وفَعَلتْ ما عجز عنه الكثيرون في ظَرفٍ زمانيٍّ لا يُقاس بمستوى ما أبدع...
غَنى للحرية ..للكرامة..للعدالة والمساوات ..غنى للانسان المقهور في كل مكان ..وغنى للثورة و للحب..غنى بالأمازيغية وبكل لغات العالم...
نبارك أو العربي أو "نبا" كما يَحلو لمُحبيه في أسامرْ وبقية العالم أن ينادونه ..هو المثل الأعلى للشاب الأمازيغي الحر ..و الواعي بقظيته ..
كيف لا وهو من اتخد العِلم سلاحا ، و القتارةَ والكلمة المُعبرة العميقة وسيلة للتعبير، و العبور ...
لا أحد يُنكر ولا يستطيع .. الدور الكبير الذي لعبه "نبا" في ايصال الأغنية الأمازيغة الى العالمية، كما الدور الأكثر عُمقا في ايصال مٌعانَة الجبل،و سكان الجبال الى مَن يعنيهم الأمر...
"كْرادْ إفاسنْ".."يانْ أوتبيرْ إكان أفْرْدِيْ"..."ماليبرتي"..."رسالة إلى أوباما"..وغيرها كثير....من الأغاني الهادفة، الراقية، و العالية المستوى...
كلماتٌ كالرصاص ،تلك التي يُطلقها "نبا" لتخترق جدار الصوت مُنتطية الهواء ، مُتمردة وغير مُعترفة بجغرافيا الحدود ..طارحة لأسئلة حارقة...العالمية وما بعد العالمية ....
"نبا " أو نبارك أوالعربي : مدرسة بكل ما تحمله الكلمة من عمق ...
رحل " نبا" عن عمر ناهز 28 ربيعا،بعدما أغْنى الساحة الغنائية والنضالية، بما يصعب تجاهله ، واستحالة إيجاد خلف له ..على الأقل في الوقت الراهن...