تنغير / محمد بوسكري
بْيَانُو كْرْيانُّو ( Veillons nous, créons nous ) فْكاغْتِدْ ألَلَّا مْقَّاْرْ إسُولْ إْكْ أَرِتُو
..نْزّْظِيتْ نْسِّفِّتْ ..نْتْشِتْ...
....................******************...............
كلماتُ بسيطةٌ ذات عُمقٍ في المعنى والدلالة من حنجرات أطفالٍ كُنّاهم ....
مظهرٌ من مظاهر الإحتفال بعاشوراء بتنغير وبالضبط على طول أسيفْ نْ تْدُغْتْ ،
التي تتميز بها المنطقة ،إظافةً إلى رَش المارة بالمياه ...واللعب ب تاشّْمْعْتْ
..وملء تاكْلوتْ، وهي سلَّة صغيرة تُصْنَع من جريد النخل " أعْزيفْنِ"
بما يلزم ويُميز طقس بيانُّو ..وغيرها....
كثيرةٌ هي العادات والتقاليد التي كانت معروفةً بمنطقة تودغى، والتي تختلف
باختلاف المكان و المناسبة ، وإن بشكلٍ طفيف... وما عنوان موضوعنا إلا جزء من هذا
الموروث الثقافي " المُندثر " ....
ففي ليلة العاشر من محرم ، وتسمى أيضا بيومِ "البركة " يقوم الأهل
بملء "تاكْلوتْ" ، خصِّصا لهذه المناسبة ، ويتم ملؤها بِ
"تيِسْمِّتْ" (الكسكس) و"تَكْلاَيْتْ" بيضة واحدة
و"تاكُورْداسْتْ" وقطعتين من لحمِ أضحية العيد المُدَّخَر والمسمى
ب"أساوارْ" ويجب أن يكون من لحم الصدر " إِغْزْدِسانْ " ،
وليس لك الحق كطفل أكل تلك الوجبة قبل الصباح ....
وفي الصباح الباكر يستيقض الأطفال على غير عادتهم ،وبكامل إرادتهم ،مما
يُنْدِر بأنهم لم يناموا لشدة الفرح، ليتناولوا ويستمتعوا بوجبتهم بعد طول انتظار
دام ليلةً كاملة...
وبعد ذلك يجتمع الأطفال كلٌّ حاملٌ لسلته الصغيرة "تاكْلوتْ"
ويجوبون أزقة الحي طُلَّبًا لِ "تيِسْمِّتْ" نْ " بْيانُّو "
وهم يُرددون أغنيتهم المُعبِّرة :
بْيَانُّو ،كْرْيَانُّو فْكَاغْتِيدْ ألَلاَّ مْقَّارْ إسُولْ إكْ أَرِيتُو
نْزْدِيتْ نْسِّفِيتْ نْتْشِّيتْ....
وإن تأخرت الإستجابة فأغنيةٌ أخرى فيها ترغيبٌ دون ترهيب ...."صِّفْطَاغْ
أللاَّ تْشَانَاغْ إبورْدَنْ "...
....................******************...............
إبُورَّانْ
***********
وفي الوقت الذي يواصل فيه الأطفال جمعهم ل "تيِسْمِّتْ" ، وفي سابقة
فريدة أخرى "ربما" تنفرد بها منطقة تنغير و "تْدُغْتْ" على
وجه الخصوص ،هناك من العجائز من تُحَظِّر وجبة " إبُورَّانْ" يُكونها
خليط من مصارين وطِحالٍ وكبدٍ وغيرها، التي تُعتبر غير ذي أهمية أيام عيد الأضحى
لوجود الأجودِ من اللحوم ...
هذه الوجبة يفوز بها من استطاع رمي البيض الذي جمعته العجوز صاحبة "
إبُورَّانْ " عند سكان الحي وإصابتها إصابة مباشرة...
....................******************...............
تَعْشورْتْ
***********
وموازةً مع ذلك هناك من الشباب والمراهقين من يبحث عن عروس جديد إلى الحي لم
تُكْمِل بعد عامها الأول في بيت زوجها لِرَشِّها بالماء لحكمةٍ لم أستطع الوصول
الى تفسيرها غلى حدود كتابة أسطُر هذا البحث البسيط ، وسأحاول ذلك مستقبلا إن تيسر
الامر .. ليقوم الجميع برشّ بعضهم البعض بالماء ، مُرددين " تَعْشورْتْ دَا
سَّا..." ومستهدفين كل المارة بدون استثناء ولا تمييز ، وليس لك الحق في
الإعتراض ، ولا الشكوى لأن الشاكي والمُشْتَكى إليه سواسية أمام قانون
"بْياَنُّو كْرْياَنُّو"....
....................******************...............
وأخيرا ، وبعد وجبة الغداء ينتشر الجميع لزيارة الأهل والأحباب استِعدادا ليوم
الصيام عن الزيارات خوفا من جلب "الرّْبَا"....
...
وهناك طقوس أخرى مرتبطةٌ بنفس المناسبة، تحتاج الى بحثٍ عميقٍ، ومنها:
- إشعال: تَشْمْعِينْ مع ترديد " أَرَاكْنِيدْ أَرَاكْنِيدْ أَيَا
يْتَشّْمْعِينْ..."
- وتركيب وإشعال: أَفْروخْ نْ جَاوْعْلِي.
-التَّنَكر وصباغة الوجه باستعمال الرماد الاسود المعلق بسّْطَلْ نْ الجامع (
إناء تسخين الماء بالمسجد ) ...
....................******************...............
هذا فيضٌ من غيض من طقوس وتقاليد عاشوراء بتنغير ، وهذا ما استطعت الوصول إليه
لحد كتابة هذه السطور...وأدعو كل شباب تنغير إلى التعمق في البحث ونفض الغبار
..فقد نال الإهمال و اشْتَدَّ التقصير وازداد التفريط ....
....نسأل الله لنا ولكم التوفيق.....